الأحد، 2 فبراير 2014

أن تكون ....



تلتقي بهم في ذهابها وإيابها  للعمل ...يدفعون إليها ببضاعة مسجاة  ولا يخجلون من  طلب المساعدة بإلحاح  كــ طلب  شراء بضاعتهم, في البداية كانت تشفق عليهم  فليس في مقدرتها إرضاء كل هؤلاء وليس في جعبتها  مال للشراء من كل الملحين في الطلب ...مع مرور الوقت أصبحت تألفهم ...وفي النهاية أصبحت تتأفف من إلحاحهم ...
وأصبحت كتمثال من صخر أمام إلحاحهم ذهابا وإياب .....لكن حتي مع تصلبها أمامهم كان  عقلها وقلبها يتناوبان السؤال  هل من الممكن أن يصبح حالها  يوما ما كحالهم ....
ثم تشكر ربها علي ما منحها إياه  من نعم .....وتطرد شيطان افكارها ....
ككل يوم تسير حثيثة الخطي إلي مبني المجمع الطبي  الذي تعمل به تحاول الا تلتقي عينيها بأعين الباعة الجائلون  أو الكثيرون من منتظري الهبات أو منتظري دورهم في العلاج .....
تسير بخطي اقرب للركض  تخشي من ان يوقفها احدهم  فيشعر بتأففها وبعدها عن ما يقول لها من مشكلات يريد مساعدتها 
لماذا يشعر الناس بأهمية من يعمل بمجمع طبي حتي لو كانت مجرد موظفة إدارية ليس بيدها شيء ....
يعود عقلها وقلبها لمطاردتها بالأسئلة ....تري هل ستتحول في يوم من الأيام إلي نسخة منهم ....
تدعو ان لا تكون كذلك ....
تغمض عينيها حتي لا تراهم وتسرع في خطواتها التي تعرف المكان ...
تصتطدم قدماها بشيء فتفتح عينيها  لتري انها قد اوقعت كومة مناديل ورقية  لعجوز تجلس بجوار بوابة المجمع ...
تعتذر لها بكلمات مخنوقة وهي تنتظر كلمات غاضبة منها ان لم تكن سبابا  ملتويا ....
لكنها تجد العجوز مبتسمة تقول " ليت من استعجل وصل  قبل من تمهل ...."
خجلت منها وانحنت تتناول اكياس المناديل المتناثرة لترتبها معها  وأخذت تتأمل العجوز التي برغم تجاعيد وجهها الا انها تشي بجمال  سابق  وحيوية ليست في صبايا  مثلها ...
بعدما أصلحت ما أفسدته وضعت يدها بطريقة ألية في حقيبها لتخرج ورقة مالية مدت بها يدها للعجوز / والتي نظرت لها في  عتاب وقالت  " انا لست شحاذة انتظر الاحسان ...انا قررت ان لا أكون مثلهم ...وهي تشير للمتسولين حولهم ...
خجلت من نفسها  ثم انحنت لتأخذ علبة مناديل ودفعت بالورقة المالية التي   تتعدي قيمتها  اضعاف اضعاف قيمة علبة المناديل فما كان من العجوز الا ان دفعت لها بباقي النقود قائلة " قلت لك انا قررت أن لا أكون مثلهم ....فكوني أنت إيضا مختلفة عنهم "
اخذت علبة المناديل وسارت بخطي بطيئة وهي تفكر ....
لكن علبة المناديل بقيت في حقيبتها  كلما تأزمت الامور معها أخرجتها وتذكرت ما حدث ...وساعتها تقرر أن تكون  كما تريد أن تكون ....

هناك تعليقان (2):

  1. فكرتينى إنت دلوقت بواحدة جت أديلها ربع جنيه، قالتلى إلهى تسقط! بس الحمدلله لحقت نفسى يدوبك رفع :)

    ردحذف
  2. جميلة والله يا رحاب , تصدقي بالله إني عندي قصة تشبها هكتبها واتمني انك تقريها :)

    ردحذف

هنا ...ممكن تقول .... الل بقلبك
يمكن حد يفهمك
لآن في وقت بنعرف نقول فيه الي بنحسه
لكن في وقت بنشوف ومبنعرفش نقول